الجمعة، 8 أبريل 2011

مجلة الكرامة العربية

مجلة الكرامة العربية


الكتابة عن تاريخ الوطن واجب ينبغي أن يتصدى له الكتاب والمبدعون. ومعركة الكرامة الخالدة جزء من تاريخ الوطن العسكري تجسدت فيه الإرادة والتصميم القويان فكان النصر الحاسم على أيدي الرجال الأوفياء لامتهم ووطنهم, بعد أن تجرعت الأمة مرارة الهزيمة والنكسة في حزيران عام 1967،

والأيام الخوالد في تاريخ الأمم والشعوب لها مكانتها وصورتها المشرفة الزاهية التي تنير لابناء هذه الأمم معالم الطريق نحو المجد والسؤدد والرفعة, ويوم الكرامة في تاريخنا العسكري الأردني واحد من تلك الأيام الخالدة خلود مواطن هذا البلد بات عنوانا "مميزا" على هويتنا يتطلب منا التكريم والتبجيل والحب الكبير فغدا هذا اليوم غارا يتوج جباة أبناء الوطن لما بذلوه من تضحية وفداء حتى أعاد لللامة أمجادها وثقتها بنفسها وعروبتها , ولعل معركة الكرامة بما مثلته من انعطاف كبير في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وبما مثلته من نقلة نوعية في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر تعتبر واحدة من اعظم المنازلات التي تجلت فيها عزيمة الجندي الأردني وتصميمه على الشهادة دون أرضة وامتة .
صدق الشاعر حين قال:

يوم العلى يوم الكرامة بشرى التحرر والكرامة
كتبت به الأبطال سطرا في الرجولة والشهامة
بدمائهم جبلو الصمود مترسمين خطى الجدود
لا بد يوما أن نعود لا بد يوما أن نعود

بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون, فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم آلا خوف عليهم ولا هم يحزنون

صدق الله العظيم


تحية الحسين آلي أبناء القوات المسلحة الأردنية في معركة الكرامة

يا إخوتي في السلاح, يا حصن الأردن الحصين ودرع العرب المتين, يا معدن الفخر اكبارواجلال وتقدير لا يعرف نهاية…. ولابعث منها إلى أهلي من ذوي الأبطال منكم أولئك الذين سقطوا في ساحات الوغى بعد أن اهدوا إلى بلدهم أمتهم أنبل هدية أعطوا وطنهم وعروبتهم اجزل العطاء فلقد كنتم جميعا وللامةاامثولة يعز لها النظير في العزم والأيمان وقمة ولا كل القمم في التصميم والثبات وضربتم في الدفاع عن قدسية الوطن ولذود عن شرف العروبة أمثولة ستظل تعيش على مر الزمان وكان ما حققتموه بدمائكم في معركة الخميس نقطة تحول رئيسية في مجرى الحوادث بعد أن سارت على هوى الخصم فترة طويلة منذ تلك الأيام السود من حزيران 67 فرددتم إلي امتنا بعض ما اضيعتة في تلك الأيام وجسد تم أمامها صورة فريدة في الثبات في وجه الشر والعدوان ولأقمتم من أنفسكم رمزا لتصميم على الحياة الكريمة أو الموت في سبيل الدفاع عن الحق والوطن ولذود عن كل ذرة من التراب الطهور, فلا غرو إذا اعتز الأردن والعرب بالدرع الصامد الثابت المكين والجند الأوفياء والشهداء حماة العروبة ولابطال الشرف ورجال الفداء.
وإذا كان لي أن أتشير إلى شيء من الدروس المستفادة من هذه المعركة يا اخوتي فهو أن الكبر والغرور يؤديان إلى الهزيمة وان الإيمان بالله والتصميم على الثبات مهما كانت التضحيات هما الطريق الأول في النصر. وان الاعتماد على النفس أولا واخيرا ووضوح الغاية ونيل الهدف هي التي تمنحنا الراحة حين تفرر إننا ثابتون صامدون حتى الموت, مصممون على ذلك ولا نتزحزح ولا نتراجع مهما كانت التحديات والصعاب منتبهين متيقظين لكل شر مرتقب وعدوان ممكن, حياكم الله فردا فردا وقدرنا جميعا على أداء الواجب وحمل المسؤولية وهدى امتنا إلى الوقوف معنا وقفة الرجولة والعزم والتصميم ومكنها من القيام بواجبها لتصنع في اليد المؤمنة القادرة بكل وسائل النصر واسباب الظفر هو نعم المولى ونعم الوكيل ,
تحية لكم مرة أخرى رئيسا للأركان وقادة وظباطا وجنود في أسرة الحسين الأردنية الكبيرة تحية من قائدكم وأخيكم في السلاح وهو معكم ينصركم ويؤيدكم انه سميع مجيب الدعاء،

الصحف الأردنية في معركة الكرامة

في كل عام وفي الحادي والعشرين من آذار تفرد صحفنا الاردنيةمساحات واسعةلاحياء ذكرى الكرامة على مدى عدة أيام يستذكر بها كتاب الوطن هذه المعركة الخالدة
وتطلع علينا بعناوين عديدة منها
ملحمة الصمود وبسالة صنعت نصرا مؤزرا سيبقى مشعلا في تاريخ العرب


التاريخ العسكري سجل مثلا رائعا لتلاحم الوطني الأردني والقومي العربي في يوم الكرامة

المعركة جسدت إرادة الجيش والشعب في الصمود والتضحية


النشامى الأردنيون كتبوا بدمائهم صفحات مجد وفخار في سفر التاريخ العسكري

النظام والطاعة والانظباطية والاحتراف والتميز عناصر حققت الانتصار

الحسين ضرب المثل في مواجهة الأخطار وكان المثال للقيادة الحكيمة الشجاعة

وفي خطاب لجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه آلي الأمة خلال المعركةقال جلالته( قولوا للإنسان العربي إن في الأردن شعبا نذرنفسة من اجل امتة وقضيتها وجيشا يلقى ابناؤة الموت بصدورهم وجباهم وحسينا عاهد الله والوطن إن يعيش للامة والقضية وان يموت في سبيل أخر ذرة من حقنا المقدس واصغر حبة تراب من تراب ثرانا الطهور)

( ويمكن القول إن معركة الكرامة كانت المعركة التي لم ينتصر فيها الجندي العربي على الجندي الاسرائيلي فحسب , بل كانت أهم من ذلك وهي إن المواطن العربي انتصر على عوامل اليأس التي كانت تقتلة)



منطقة الكرامة، ومن أين جاءت هذه التسمية:
كانت هذه المنطقة قبل عام 1948 عبارة عن منطقة زراعية تسمى بمنطقة الآبار وذلك لكثرة الآبار الارتوازية فيها , وفي الأصل كانت تسمى بغور الكبد باعتبارها جزءا من منطقة زراعية واسعة ما زالت تسمى بهذا الاسم, وعندما وقعت نكبة عام 1948 وتدفق آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الأردن أقام بهذه المنطقة المسماة بغور الكبد أو الابارعدد كبيروكانت غالبيتهم العظمى من المزارعين وقد زارهم في هذه المنطقة جلالة المغفور له الملك عبدا لله مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية واجتمع بهم وتفقد أحوالهم وسمح لهم بإقامة البيوت في المنطقة باعتبارها من أملاك الدولة ومنذ ذلك الحين أطلق عليها اسم الكرامة وكرمة من صاحب الجلالة المغفور له الملك عبدا لله بن الحسين طيب الله ثراه,

الكرامة في الفترة الواقعة ما بين عام 1948- 1967 :
لقد تطورت هذه البلد وزداد عدد سكانها شيئا فشيئا إلى أن وصل حوالي 40 ألف نسمة حيث ضمت المزارعين والحرفين واصحاب المهن المختلفة وقد ازدهرت هذه البلد آلي الحد الذي أصبحت فيها مراكز لتسويق المنتوجات الزراعية كما أسس فيها فرع بنك الأردن وازداد عدد سكانها بعد حرب حزيران وازدادت نشاطا وازدهارا في جميع المجالات,
معركة الكرامة
بتاريخ 21/3/1968 وقعت معركة الكرامة وتمكن العدو بطريقة الغدر من دخول هذه البلدة وهدم معظم بيوتها وأماكن العبادة فيها وتدمير أسواقها وخلت البلدة من السكان إلا القليل حيث نزح منهم آلي مخيم البقعة

لجنة اعمار الكرامة
في عام 1970 شكلت لجنة سميت بلجنة اعمار الكرامة حيث حاولت اللجنة إقامة بلدة نموذجية تحل محل البلدة التي هدمت بفعل غدر العدو في مكان قريب من البلدة المدمرة وعلى بعد لا يتجاوز كيلو متر واحد إلا أن اللجنة لسبب أو لاخر توقفت عن اتمام بناء الوحدات السكنية واستعل قسم من الوحدات التي تم بناؤها مركزا للمتسولين تشرف علية دائرة الشؤون الاجتماعية(وزارة التنمية الاجتماعية حاليا)


معركة الكرامة
قوبل احتلال إسرائيل لضفة الغربيةمن نهر الأردن والتي هي جزء من المملكة الأردنية الهاشمية بردود فعل تمثلت في صدا مات عسكرية بين وحدات صغيرة من الجانبين على طول نهر الأردن. وأدت هجمات الفدائيين آلي زيادة نشاط دوريات العدو بما في ذلك إطلاق النار عبر نهر الأردن وشمل ذلك تسلسل دوريات إسرائيلية عبر النهر وقابلها دوريات أردنية تجتاز النهر آلي الجانب الغربي,
وفي مطلع 1968 صدرت عدة تصريحات رسمية عن إسرائيل تعلن انه إذا استمرت نشاطات الفدائيين هذه فان إسرائيل ستقرر إجراء عمل مضاد مناسب.
وتزايد نشاط الدوريات الإسرائيلية في الفترة من بين 15-18 آذار 1968 في المنطقة الواقعة بين جسر الملك حسين وجسر دامية. وصاحب ذلك عدد من طلعات الاستكشاف الجوية فوق وادي الأردن في تلك المنطقة تمكنت الاستخبارات الأردنية من الحصول على معلومات واسعة من المراقبات فوق التلال شرقي النهر والتي أفادت بتزايد القوات الإسرائيلية حول الجفتلك واريحا . واوردت المصادر بان اجتماعين للضباط الاسرائلين وعلى مستوى قد عقد في تلك المنطقة في نفس الفترة.
وفي نهاية عشرين آذار أعرب الأردنيون بان إسرائيل قد حشدت فرقة مدرعة في منطقة أريحا- الجفتلك وتمكنت الاستخبارات الأردنية من معرفة عناصر ووحدات إسرائيلية من اللواء المدرع السابع واللواء 60 ولواء المظلين35 ولواء المشاة وكتيبة الهندسة وخمس كتائب مدفعية مسلحة بمدافع 105ملم ,155ملم.

التحضيرات الأردنية
في 18 آذار أنذرت فرقة المشاة الأولى التي تتمركز شرقي النهر ما بين جسر دامية والبحر الميت واوقفت كل التدريبات وتم توزيع الأسلحة المضادة للدبابات لتغطي كل المقتربات والنقاط والتي من المحتمل إن تعبرها الدبابات. وبملاحظة إن وحدة من الفدائيين ربما تعادل كتيبة كانت تتمركز في وحول الكرامة
أما توزيع باقي القوات فكان على الشكل التالي
لواء مشاة تم نشرة في منطقة داميا-العارضة
لواء مشاة لتغطية جسر الملك حسين في منطقة الكرامة ووادي شعيب
لواء مشاة في ناعور لتغطية جسر الملك عبدا لله
أما قوات الاحتياط فقد تشكلت من دبابة واحدة (اقل من فصيلة) تمركزت في السفوح الشرقية من شونة نمرين تحت السلط.


الاقتحام
بدأت العملية الساعة 5:30 يوم 21 آذار 1968 بهجوم إسرائيلي مكثف على الجسور الثلاثة وبدون أي قصف مدفعي محضر مسبقا وادي توقع الأردنيين وتيقظهم آلي إحباط كل محاولات العبور وتمكنت القوات الإسرائيلية الرئيسية من الاندفاع عبر جسر الملك حسين وكانت تتقدم نحو شونة نمرين في الساعة 6:30 بينما أنزلت 15 طائرة هيلو كبتر كتيبة من القوات الهابطة آلي الشمال الشرقي بقليل من الكرامة وتم مشاغلة هذه القوات فورا من قوات محلية مع بعض المساعدة من الفدائيين.
والى الغرب قليلا من ( الشونة) توزعت القوات الإسرائيلية في ثلاث اتجاهات من جسر الملك حسين.
سرية أو اكثر اتجهت شمالا , نحو الكرامة لتتصل مع القوات الهابطة هناك
بعض المشاة والدبابات من المحتمل كتيبة مشاة وكتيبة دبابات تقدمت شرقا وعبر بلدة الشونة لإغلاق طريق السلط
وقوات صغيرة أخرى من المحتمل كتيبة مشاة معززة اتجهت جنوبا لمساعدة قوات جسر الملك عبدا لله التي لم تستطع العبور الجسر في تلك المنطقة
وفي تلك الإثناء ايظا تجنبت قوات جسر داميا لأنة كان باستطاعتها خوض نهر الأردن وتوضيع نفسها شرقي النهر آلي الجنوب من الجسر وعندما بدا المهندسون عملية بناء جسر جديد تقدمت الدبابات والمشاة الإسرائيلية نحو الشرق إلى المثلث المصري ومن ثم اتجهت جنوبا نحو الكرامة.
وبينما كل هذه العمليات تجري كانت المقاتلات الإسرائيلية تقصف وبعنف مواقع المدفعية الاردنيةومواقع القيادات والمواقع الدفاعية في الخط الأمامي وعلى الرغم من كل ذلك فقد قدمت المدفعية الأردنية نار إسناد رائعة لكل وحدات فرقة اللواء حديثة وفي حوالي الساعة 800 بدا إن الاسرائلين قد وصلوا إلى ذروة تقدمهم وكان الوضع من الشمال آلي الجنوب كالتالي:-
تمكنت قوات دامية من الاستيلاء على المثلث المصري لكن تقدمها نحو الشمال أوقفت من القوات الأردنية في الشمال الممثلة بلواء من الفرقة الأولى الأردنية.
وبعد إن تكبدت القوات الهابطة في الكرامة خسائر فادحة تمكنوا من الاتصال بقوات غونين الشمالية من جسر الملك حسين والتي وصلت آلي الكرامة. وهذه القوات المجحفلة دخلت في اشتباك عنيف في بلدة الكرامة وحولها مع القوات الأردنية التي كانت ترابط أصلا حول البلدة بالإضافة آلي عدد من الفدائيين ومجموعة من اللواء المتمركز في تلك المنطقة من فرقة المشاة الأردنية الأولى.


تقييم المعركة
مع بداية المساء ومع ادراك الاسرائيلين انه لتحقيق أي تقدم فانه لن يتم الا بعد تكبد خسائر كبيرة من المراكز المتقدمة كثيرا وبتغطية متواصلة من سلاح الجو وباسناد مدفعي قوي بدات عملية الاخلاء للمواقع وكان كل الاسرائيلين في ضفة النهر الغربية قبل الساعة التاسعة مساءا وهذا كان لاخر ضربة جوية قرب الكرامة
الخسائر الاسرائيلية كانت على النحو التالي
-عدد القتلى من الظباط 17
-عدد القتلى من الرتب الاخرى 323
-عدد الجرحى من جميع الرتب 450
-20 دبابة مدمرة
-15 عربة مدرعة
-عدد من عربات الشحن دمرت وعطبت
وهذه الاقام نصف التقديرات الاردنية للخسائر الاسرائيلية فقد ترك الاسرائليون في ميدان القتال في الضفة الشرقية المعدات التالية:
3 نقلات جنود مدرعة
2 عربة مدرعة
1 مدفع 90 ملم
1عربة شحن 1سيارة جيب

اما الخسائلر الاردنية فكانت
61 جريحا منهم 6 ظباط
108 جريحا منهم 12 ظابط
13 دبابة مدمرة
39 الية دمرت

اما بالنسبة للفدائين على التحو التالي
استشهاد حوالي 100 فدائي
جرح اكثر من 100
وقال الاسرائليون انهم اسروا 128
إن وقفة الأردن البطل لوحدة في الحادي والعشرين من آذار لعام 1968 قد أضفت على التاريخ العربي صفحة ناصعة من صفحات البطولة والفداء .
ولئن فكر اليائسون مرة بان قوى البغي والعدوان قد أثبتت وجودها في قلب الوطن العربي بفلسطين , فأن دماء الشهداء التي روت ارض الكرامة والشونة في الأردن وصمود جنودنا ودحرهم لقوات العصابات الصهيونية لاكبر دليل على مدى سخف هذا التفكير
فحيا الله أردننا الصامد والف رحمة لشهدائنا الأبرار ...


من أقوال الحسين في معركة الكرامة

(( عندما كان العمل العسكري السبيل الوحيد المتاح لتحرير الأرض واستعادة الحقوق, كان الأردن في طليعة المجاهدين السابقين إلي دفع الغالي من دم اشهدائة وقوت ابنائة, ولقد كان لقواته المسلحة الباسلة من المواقف البطولية في كل ميدان ما لا ينكرة إلا حاقد ومكابر وما سيبقى خالدا في ذاكرة الوطن والأجيال في المستقبل مبعث اعتزاز وفخار))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق